صعوبات البلع عند الأطفال

أثناء التطور السليم للطفل يقوم الطفل بتطوير مهارات بلع بشكل تدريجي ومُتوقع وفقًا لحجارة بناء تطور الطفل, بموازاة  تطور القدرات الحركية, اللغوية, الاجتماعية والذهنية. وبالمقابل تتفاعل البيئة المحيطة مع تطور مراحل البلع من شرب الحليب من القنينة, الى الأكل المطحون من المعلقة وحتى أكل الطعام ذات القوام الصلب بشكل مستقل في جيل 18 شهر تقريبًا. في هذا العمر نتوقع من الطفل أن يجلس الى جانب عائلته على طاولة الطعام وأن يتناول نفس الأكل الذي يأكله افراد عائلته. 

صعوبات البلع لدى الأطفال الناتجة عن إصابات دماغ مختلفة قد تؤثر على عملية البلع مقارنة بالمرحلة التي نتوقعها حسب مراحل تطور الطفل. إصابات الدماغ المختلفة قد تؤثر بشكل مباشر على مركز البلع في الدماغ وجذع الدماغ، والاعصاب المسؤولة عن القدرات الحسية والحركية للعضلات المشاركة في عملية البلع, أو بشكل غير مباشر مثل صعوبة بلع ناتجة عن مشكلة عاطفية تطورت نتيجة الإصابة: مثلًا قد يربط الطفل عملية الأكل بتجربة مؤلمة ولا يعتبرها عملية ممتعة فيمتنع عنها, او نتيجة عدم استعمال عضلات البلع أثناء العلاج المكثف في المستشفى العام فتتطور صعوبة بلع نتيجةً لذالك. 

عملية الأكل واطعام الطفل عبارة عن تجربة تواصل واتصال بين الطفل والأهل ولأي صعوبة في الأكل يمكن لها أن تكسر هذه الدائرة وأن يكون الها أثرًا كبيرًا على التواصل بين الطفل وأهله. صعوبات البلع يمكن أن تحصل في كل مرحلة من مراحل البلع (مضغ الطعام, تحريكه الى منطقة البلعوم, وبلع الطعام ليدخل الى المريء) بدرجات صعوبة مختلفة.  

بعض الأسباب التي ممكن تسبب لصعوبات بلع مُكتسبة عند الأطفال: 

  1. شلل دماغي 
  2. إصابات رأس مثل: وقوع من ارتفاع, حوادث طرق 
  3. ضعف في العضلات
  4. صعوبات تنفس 
  5. صعوبات طبية مركبة
  6. أدوية معينة  

بعض المؤشرات التي قد تشير الى صعوبات البلع لدى الأطفال: 

  1. اكل كميات قليلة 
  2. القحة أثناء الأكل 
  3. عدم الزيادة الكافية في الوزن
  4. رفض الأكل 
  5. صعوبة في الاكل والشرب من الكأس او القنينة 
  6. التهاب رئوي متكرر
  7. سيلان اللعاب وتساقط الأكل من الفم بوتيرة وكمية أكثر من أبناء جيله
  8. الاستفراغ أثناء الأكل 

في حال وجود صعوبات بلع والتي تؤثر على قدرة الطفل على النمو وتلقي القيم الغذائية الكافية يتم التدخل بقرار طبي وتقديم الطعام بطريقة مختلفة من خلال أنبوب بحيث يتلقى الطعام الكافي والمغذي وفقًا لجيله حتى ينمو ويتطور. هنالك ثلاثة طرق لتقديم الطعام من خلال أنابيب: 

  1. زوندا Nasogastric Feeding Tube: يتم إدخالها الى المعدة من الأنف 
  2. بيج PEG: يتم إدخاله من خلال البطن مباشرة الى المعدة
  3. جيجونوستوم Jejunostomy Tube: يتم إدخاله من البطن مباشرة الى الأمعاء الدقيقة 

يتم تشخيص وعلاج صعوبات البلع عن طريق طاقم طبي شامل يحتوي على: طبيب أنف أذن وحنجرة أو/و طبيب أطفال, أخصائية تغذية, أخصائية نطق لغة وتواصل ذات خبرة في صعوبات البلع وأحياناً معالجة وظيفية. بعد عملية التشخيص يتم ملائمة العلاج والتدخل بشكل ملائم لصعوبة الطفل واحتياجاته هو وعائلته. أخصائية التغذية تقوم بملائمة النظام الغذائي الذي يتناسب مع صعوبات الطفل وبنفس الوقت يمنحه القيم الغذائية التي يحتاجها وفقًا لجيله والمحافظة عوزنه. أخصائية النطق واللغة تقوم بملائمة طرق بلع تسمح للطفل بتناول الطعام بشكل امن وتجعله يسيطر على عملية البلع. كما انها تبني له خطة علاجية تشمل تمارين لتقوية عضلات البلع بحيث أن هدف هذه التمارين حماية مجرى التنفس من دخول الطعام اليه ومنع الاختناق. ارشاد العائلة يعتبر جزء لا يتجزأ من سيرورة العلاج, اذ هم الشركاء الرئيسيون في عملية العلاج وعامل مهم في نجاح العلاج. 

Similar Posts